أهم السلوكيات التي اكتسبتها في رحلتي

Cover

مقدمة

في هذا المقال، سأشارك معك أهم السلوكيات التي تعلمتها سواء في الجامعة، في حِلق الذكر، أو في حياتي المهنية وكان لها فائدة كبيرة علي، عسى أن تفيدك.

السلوكيات

1. قول كلمة “شكرا”

تعلمت هاته الخصلة من أستاذي في الجامعة، حيث كان يرسل لنا الدروس عبر الإيمايل لكن لم نكن نرد على إيمايله، لذا تعلمت بأن تقدير مجهود الآخرين وقول كلمة “شكرا” لهم هو الأمر لا يقتصر فقط على الواقع، فمثلا: عندما يرسل لي شخص بريد إلكتروني فيه معلومات مفيدة، ينبغي أن أرد عليه وأقول “وصلتني الرسالة، شكرا لك”. مثال أخر: عندما أسأل شخص معين، حتى وإذا لم يعرف الإجابة يجب أن أشكره على وقته.

2. قول كلمة “لا أعرف”

في حالة عدم معرفتك لشيء معين، يكفي قول كلمة “لا أعرف”، ولا عيب في ذلك، لأن الإنسان مستحيل أن يكون مُلم بكل شيء فالعِلم بحر وعمر الإنسان لا يكفي لكي يكون محترف في كل شيء. تقبُل قول كلمة “لا أعرف” هو بداية الطريق نحو التعلم والنمو.

3. عدم قول كلمة “مستحيل”

تعلمت هاته الصفة من قائد التقنية البلجيكي الذي عملت معه في نفس الفريق، بطبيعة الحال أنا أعلم أنه في مجال هندسة البرمجيات لا يوجد شيء مستحيل، لكن في أحد الأيام ونحن نتناقش حول مشكل تقني لإيجاد حل له، درسنا أغلب الإحتمالات ثم وصلنا إلى نقطة مسدودة، فسبقني لساني وقلت “مستحيل حلها”، فقال لي وقتها مبتسما “لا يجب أن تقول هذا مرة أخرى، يمكنك أن تقول صعب بدل ذلك”. هذه النصيحة البسيطة كانت بمثابة درس لي ثم أصبحت قاعدة أمشي بها وأطبقها في مختلف المجالات وليس البرمجة فقط.

4. نية الإستفادة

تعلمت هذه الخصلة من أحد مشايخي في المسجد، مازلت أذكر عندما قال لنا: “دائما اجلس بنية الإستفادة، فحتى لو جلست بجانب جدار، فلو جلست بنية الإستفادة، فستقول هذا جدار صلب، قوي، …”. طبعا لا أقصد بكلامي أن تجلس مع أي شخص، لكن في حال جلست، دائما اجلس بنية الإستفادة ولا تحتقر أي شخص مهما كان، لأنه يمكنك الاستفادة حتى من أشخاص أقل خبرة منك.

5. استشارة أهل العِلم

تعلمت قاعدة من أحد مشايخي في المسجد وهي أن: المسلم لا يقدم على أي عمل حتى يرى حكم الله فيه. فالواجب على المسلم أن يحرص على تحري الحلال والحرام في كل معاملة يقوم بها، فكم منا من شخص يقدم على عمل شيء ولا يعلم أنه حرام، فبعد أن يقع فيه يذهب ويسأل أهل العلم عن حكمه! لذا القاعدة تقول أنه دائما قبل قيامك بأي شيء وُجب عليك التحري إن كان حلالا أو لا.

6. عدم الإكثار من مدح الآخرين في حضورهم

تعلمت هذه الخصلة من قائد التقنية في فريقي (له خبرة كبيرة، أكثر من 23 سنة خبرة عمل كمهندس برمجيات)، عندما كنت أعمل اللقاء الدوري (1:1) مع مديري لمراجعة أدائي وأهداف الشركة، كان دائما يقول لي أن قائد التقنية سعيد بعمله معك ودائما يمدح جودة عملك كثيرا (لم أكن ذلك الخبير، لكن هو كان يقيم عدد سنوات الخبرة بالأداء والتوقعات لكل مستوى)، لكن خلال العمل كان دائما صارما معي في جودة العمل ودفعي لتخطي حدود قدرتي، فكان خلال مراجعته لعملي يقوم بايجاد أشياء لتحسينها عديدة خصوصا تلك التي لها علاقة بتوقع المشاكل المستقبلية.
تعلمت وقتها أن الإكثار والمبالغة في الثناء على الأفراد في حضورهم هو أمر غير جيد، لأن ذلك يأثر سلبا عليهم بحيث أنه ممكن أن يجعل الشخص مغرورا ولها الكثير من السلبيات الأخرى، بدل ذلك، من الأمانة والواجب أن تمدح الشخص في غيابه إن كان يستحق وحتى أن تدعو له بالخير بدون أن يعلم هو بذلك.

7. نسب العمل إلى كل الفريق

عندما أعمل في فريق مثلا وأقوم بانجاز شي معين، ونكون في لقاء مع فريق العمل، لا أنسب العمل لنفسي بل أقول بصيغة الجمع، مثلا: أقول “قمنا بعمل …” بدل قول “قمت بعمل …”.

8. حسن الظن بالآخرين

دائما ما كنت أعلم بأهمية هاته الخصلة، لكن تطبيقها لم يكن بالشكل الصحيح الذي اعتقدته. تعلمت هاته الخصلة من أحد المبرمجين المغتربين، حيث حصل سوء تفاهم بيننا واعتقدت أنه قام بحظري من متابعة صفحته بالرغم من أني كنت متابع له، لكن بعد فترة اكتشفت أنه لم يقم بحظري ولكن قام بتحديد البلدان التي ينشر فيها محتواه وبمجرد أن سافرت لم أستطع متابعة صفحته، لكن لحسن الحظ وبتوفيق من الله تواصل معي ذلك الشخص عبر الإيمايل لتوضيح الأمر، لأكتشف بعد ذلك الحقيقة. تعلمت من هذه التجربة أنه يجب دائما أن أحسن الظن بالآخرين.

9. ترك مساحة للإنسحاب

تعلمت هذا الدرس من قراءتي لكتاب “فن الحرب”، سأعطيك مثال لكي تتضح الفكرة: عندما أدخل في جدال مع شخص (ولو أني نادرا ما أفعل ذلك) أو في المفاوضات فستجدني دائما أترك له المجال للإنسحاب ولا أحرجه -في الغالب-. ما تم ذكره في الكتاب حول الأمر هو أنك عندما تقاتل شخصا ينبغي أن تترك له فرصة للفرار، لأنك إذا لم تترك له فرصة لذلك، فسيقاتلك بكل ما لديه، لأنه ليس لديه خيار آخر غير الفوز، لكن إذا تركت له خيار الإنسحاب فذلك سيعزز احتمالية فوزك.

10. التركيز على الإستماع أكثر من الكلام

عندما تكون في مجلس فيه أشخاص أعلم منك، حاول أن تركز على الإستماع أكثر من الكلام، لأنك عندما تتكلم فإنك تعيد فقط ما تعرفه، لكن عندما يتحدث شخص آخر وتستمع له، فإنك ربما تتعلم شيئا جديدا، خصوصا إذا كنت تعرف كيفية طرح أسئلة جيدة والإستماع للإجابات وبالتالي الإستفادة والتعلم من خبرات الآخرين.

11. الإخلاص في العمل

امتثالا لقوله صل الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ”. فالإخلاص في العمل واتقانه هي أحد أهم الخصال التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، وما أقصده أنا بالإخلاص هو أن تعمل بجِد وإتقان حين لا يراك أحد!

12. التركيز على السعي فقط

الإنسان مسؤول على السعي لا النتائج، لذلك فإن كل تركيزي يكون دائما في السعي وعمل كل ما في وسعي من اتخاذٍ للأسباب وتوكل على الله، أما النتائج فلا أهتم بها مهما كانت، لأني أعلم أن التوفيق من عند الله ولحكمته فهو مدبر الأمر.

خاتمة

شاركت معك في هذا المقال أحد أهم السلوكيات التي تعلمتها وساعدتني في حياتي اليومية، وأتمنى أن تفيدك أيضا. كان هذا كل ما أردت قوله في هذه التدوينة، نلتقي في التدوينة القادمة، السلام عليكم.

كُتب في 30/12/2023
شارك التدوينة: